الأخطاء الإملائية المزعجة في الترجمة .. الوصف والحل

 

عندما تمتهن الترجمة، فأنت قد اعترفت ضمنيًا بإجادتك للغتين؛ "المصدر" و"الهدف"، فيجب أن يكون فهمك كاملاً للغة المصدر التي ستقوم بالترجمة عنها، وأن تكون مدرك لجماليات اللغة الهدف التي ستترجم إليها لتأتي الكتابة والصياغة جميلة ورشيقة وسلسلة ولا تعكرها بسيل من الأخطاء الإملائية.

وعلى الرغم من ذلك، نجد أن الكثير من المترجمين اللذين يمتلكون هذه المهارات قد تبدو ملفاتهم عند تسليمها غير مكتملة ولغتها ليست على ما يرام بسبب هذه الأخطاء الإملائية.

وإن كانت المصححات الإلكترونية تقوم بجزء كبير من العمل، حيث تُشير إلى موضع الأخطاء الواضحة في الملف ليقوم المترجم بتصحيحها، كما تشير عليه كذلك بخيارات مختلفة للتصحيح، إلا أن المشكلة تبدأ عندما يكتشف المترجم أنه لا يعرف حتى كيف يختار الخيار السليم في التصحيح.

 

  أخطاء أكثر إزعاجًا من غيرها  

المترجم المحترف هو شخص يتقن اللغة، لذا في الأغلب لا تزعجه الأخطاء الإملائية التقليدية الواضحة، ولكن هناك مجموعة من الأخطاء البسيطة ولكنها عظيمة الشأن في مجال الترجمة نظرًا لوقوع الكثيرين فيها، لذا فهي أكثر إزعاجًا من غيرها من الأخطاء.

 

  الهمزات المشكلة الأزلية للأخطاء الإملائية  

إن إحدى أهم المشكلات التي تواجه المترجم وتجعل شكل ملف التسليم شديد السوء، هي الخطأ في الهمزات؛ فأنت لا تدري أي الكلمات تُوضَع فوق/تحت ألفها همزة، وأيها لا تُوضَع.

كيف نفرق بين الكلمات بهمزة وبدون

لدينا ألف الوصل وهمزة القطع؛ وألف الوصل تكتب بدون همزة فوق/تحت حرف الألف، بينما همزة القطع هي الألف التي توضع فوقها/تحتها همزة.

وهناك قاعدة كبيرة ستجدها في أغلب كتب النحو لمواضع تواجد ألف الوصل وهمزة القطع، ولكنها رغم أهميتها لن تفيدك عمليًا في التفريق.

لذا لتفرق عمليًا بين الاثنين أثناء الكتابة، إليك القواعد والخطوات التالية:

- حرف ال للتعريف لا تضع فوقه الهمزة أبدًا، فهو خطأ فادح كافيًا بأن يقوم العميل بإلغاء عمله معك والتيقن بأن لغتك ومهارتك في أقل حالاتها، لذا فنكتب (المنضدة – الساعة – الهرة - الكتاب)، ولا يمكن أن تكتب (ألمنضدة – ألساعة – ألهرة – ألكتاب).

- أنا وأن وإن وأو وأي كلها همزة قطع؛ أي وجب أن تضع الهمزة فوق/تحت الألف، فلا يمكنك تسليم عمل وأنت تكتب (او – اي – ان – انا)

- الكلمات التي تحوي ألف وتريد معرفة هل تضع الهمزة أم لا، سواء أكانت أسماء أو أفعال، إليك قاعدة صوتية بسيطة: ضع حرف الواو قبل الكلمة، وانظر هل ستجد نفسك تنطق الهمزة بشكل إجباري أم ستجد أنك تتخطاها بسهولة للحرف التالي. فكلمة "أكل" لو وضعت واوًا قبلها فأصبحت "وأكل" ستجد أنك تنطق الهمزة بالفعل فلا تنطقها "وكل"، هكذا ستجد أن الهمزة واجبة الوضع.

بينما كلمة مثل "انطلق"، ستجد نطقك السلس لها يتجاوز الألف وينطق النون على الفور فتنطقها "ونطلق"، لذا فإن هذه الألف لا همزة فوقها، وهكذا ستكون قد تغلبت على أحد أهم الأخطاء الإملائية.

 

  الهاء والتاء المربوطة  

الخطأ الثاني معنا اليوم -وهو أحد أكثر الأخطاء الإملائية انتشارًا- هو الخلط بين الهاء والتاء المربوطة. فالأولى بلا نقاط والثانية يوضع فوقها نقطتين، وهناك ثلاث طرق للتفريق بين الحرفين:

الطريقة الأولى

عليك بوضع تنوين بعد الهاء/التاء المربوطة؛ فمثلا كلمة "قطة" إذا أردت التفرقة، ضع تنوينًا فوق التاء المربوطة ستجد نفسك تنطقها تاءً على الفور، لذا ستُنطَق معك "قطتن"، وهكذا يكون الحرف الأخير هو تاء مربوطة وليس هاءً.

بينما كلمة مثل "هذه"، ستجد عند وضعك لتنوين فوق الهاء صعوبة شديدة في النطق، حيث تتحول إلى "هذهون" فتجد الكلمة مشوهة، وأيضًا ظهر حرف الهاء واضحًا.

 

الطريقة الثانية

قم بإضافة ضمير الملكية إلى الكلمة محل الشك؛ بمعنى أن تكتب قطة "قطتي"، هكذا ستجد أنك قد حولت التاء المربوطة إلى تاء مفتوحة وظهرت تمامًا كونها تاءً وليست هاءً.

بينما لو أضفتها إلى "هذه"، ستجد مرة أخرى تشوه وظهور أيضًا للهاء "هذهي"، وهي كلمة غريبة ولكنها أظهرت الهاء وكونها ليست تاءً.

 

الطريقة الثالثة

الإضافة؛ بمعنى أن تضيف الكلمة التي تحوي الحرف محل الشك إلى كلمة أخرى، فتصبح قطة "قطة أحمد"، ستجد ذاتك تنطق التاء على الفور "قطت أحمد".

بينما "هذه" عندما تكتب "هذه منى" ستجد أنك تنطقها هاءً مباشرة بلا مشكلات.

 

  ملفات خالية من الأخطاء  

وهكذا نكون قد مررنا اليوم على اثنين من أهم الأخطاء الإملائية البسيطة ولكنها مزعجة، وعرفنا كيف نصححها، وكيف نقدم ملفاتنا إلى العملاء خالية من الأخطاء.

Top