الأضداد في اللغة العربية

الأضداد في اللغة العربية

الأضداد  كلمة تعبر عن واحدة من الظواهر الرائعة التي تتميز بها لغتنا العربية الجميلة والتي يجب أن يعرفها كل عامل في مجال الترجمة حيث أن معنى ظاهرة الأضداد  هنا هو أن يكون معنى اللفظ مرادف للكلمة ومضادها!

أمر مدهش وغريب لذا دعنا نتعرف على بعض الأمثلة المؤيدة لتلك الظاهرة الغريبة التي لن تجدها بسهولة إلا في لغتنا العربية لغة القرآن الكريم ولغة الضاد أيضًا كونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف  "ض" ضمن أبجديتها.

 

حسنًا دعنا نبحر مع الأضداد وأمثلتها المدهشة:

عندما تترجم ترجمات إبداعية فيمكنك تجميل ترجماتك بهذه التراكيب اللغوية المبدعة والتي تذكر عددا منها هنا

  كلمة الناهل  الذي اعتدنا أن نطلقها على من شرب بكثرة من شيء حتى امتلاء وارتوى منه، ولكن هل تعرف يا عزيزي أن كلمة الناهل يمكننا أن نطلقها على الظمآن  التي نعرف جميعًا أنها تعنى شديد العطش.

  مثال آخر  لظاهرة الأضداد كلمة الصريم، والتي يمكن أن تكون بمعنى الليل في سياق ما، وتكون كذلك بمعنى النهار في سياق آخر.

  كلمة الوحدة التي تعني الشخص الواحد المنفرد أو الجماعة مع بعضهما البعض.

  مفازة وهي كلمة عربية تعني النجاة في مواضع والهلاك في مواضع أخرى.

  بعافية وهي كلمة تعني أن الشخص يتمتع بالعافية وسليم أو انه بعافية أي مريض ويعاني.

تفسير ظاهرة الأضداد في اللغة العربية

تعتبر ظاهرة الأضداد واحدة من الظواهر الغربية وغير المتكررة ولذا اجتهد فريق من العلماء والباحثين في محاولات عدة لوضع تفسير منطقي ومقبول  لظاهرة الأضداد في اللغة العربية  ونحن هنا سنحاول وضع التفسيرات المناسبة التي استقرت عليها الآراء لتلك الظاهرة الغريبة التي تتفرد بها لغتنا العربية  الجميلة.

 

  التفسير الأول لظاهرة الأضداد في اللغة العربية 

وهو أن يكون معنى  الكلمة ودلالاتها اللغوية قد تطور، فأصبحت واحدة من الكلمات التي يمكنها أن تحمل معانى كثيرة مختلفة ، ويصادف أن تكون المعاني المتضادة ضمن ما تطورت اليه دلالة الكلمة من معانٍ.

ونجد هنا أن من أمثلة  الكلمات متطورة المعنى التي جمعت بين مضادات المعاني كلمة  "الطرَب" التي اعتدنا على أنها تشير للفرح والسرور  الحزن، إلا أن  أصل كلمة "طرَب"  قد تطور الأن و أمتد ليشمل حالات الحزن أيضًا،  وذلك لأن أصل معنى الكلمة هو ما  يقوم به الناس من  حركة وضرب الأكواب وهو ما يقوم به الجميع في حالة الفرح وكذلك الحزن أيضًا، لذا فقد تطورت دلالة  كلمة "طرَب" وامتدت لتشمل كلا من الحالتين حالة الفرح والسرور وحالة الحزن أيضًا.

مثال آخر لكلمات تطور معناها وأصبح يشمل المعنى المضاد أيضًا،  كلمة "مأتم"  التي اعتدنا ان نطلقها على العزاء، تطورت وشملت الفرح أيضًا وهو الأمر الغريب جدًا إلان أن تفسيره يتضح حين نتعرف معًا على أصل كلمة "مأتم" التي تعني الجماعة،  وقد كانت تقال في أغلب الأوقات على التجمعات الكبيرة للنساء، وهو  الامر الذي يحدث في الفرح قبل الحزن، لذا فإن معنى كلمة "مأتم" تطور وأصبح يشمل كلًا من الحزن والفرح  على حد سواء.

 

  التفسير الثاني لظاهرة الأضداد في اللغة العربية 

يعد تداخل اللهجات هو أحد التفسيرات المحتملة والمنطقية لظاهرة الأضداد الغريبة المتكررة في اللغة العربية، حيث  أشار ابن الأنباري هنا  إلى  ظاهرة الأضداد قائلًا في حال  وقع الحرف على معنيين متضادين، فمن المستحيل أن يكون العربي قد أوقعه عليهما مساويًا بينهما، ولكن لابد وأن يكون  أحد المعنيين وقع لحيمن العرب بينما المعنى الآخر  قد وقع لحي مختلف غيره، هذا قبل أن يسمع بعضهم لغة بعض،  فيأخذ الأول من ما قاله الثاني، ويأخذ الثاني مما قاله الأول لتظهر في نهاية الأمر ظاهرة الأضداد في اللغة العربية، أي أن تكون نفس اللفظة معبرة عن المعنى ومضادة في نفس الوقت وفقًا لسياق الكلمات.

 

  التفسير الثالث لظاهرة الأضداد في اللغة العربية 

يمكننا وضع العوامل النفسية والاجتماعية كتفسير محتمل لظاهرة الأضداد في اللغة العربية، حيث يمكننا وضع تحت هذا السبب التفاؤل والتشاؤم  وأيضًا السخرية والتهكم  إلى أخره ذلك كله كأسباب يتحول معها  معنى الكلمات  لتصبح تشمل في أصلها ومعناها الكلمة ومضادها، لتظهر  ظاهرة الأضداد في اللغة العربية بسببها.

Top