أهم 5 اتجاهات لتكنولوجيا الترجمة في 2024

تكنولوجيا الترجمة

مرت تكنولوجيا الترجمة بعدد من المراحل التي واكبت تطور هذا العلم الثري، وأضافت له الكثير. كان الهدف دائمًا هو تسهيل عمل المترجمين، ومساعدتهم على تقديم نتائج أكثر دقة وجودة في وقت قليل.

بدءًا بأجهزة الحواسيب البدائية مرورًا بتطبيقات الترجمة الآلية، ووصولًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المبهرة، ظلت الترجمة أحد التطبيقات الأساسية للتطور المعرفي والرغبة في الابتكار.

وإذا كنت تطمح لدخول مجال الترجمة في عام 2024، فيجب عليك إدراك جميع الاتجاهات التكنولوجية المرتبطة بهذه الصناعة، ودورها في تحسين بيئة عمل المترجمين. وهو ما نقدمه لك في المقال التالي.

أبرز اتجاهات تكنولوجيا الترجمة

تتخذ تكنولوجيا الترجمة اتجاهات عدة، نذكر من أبرزها:

1. أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools

تكنولوجيا الترجمة

تظل هذه الأدوات أحد أبرز تطبيقات تكنولوجيا الترجمة بالرغم من مرور وقت طويل على إطلاقها. وقد يعود ذلك إلى قدرتها على الجمع بين الجهد البشري والجهد الآلي مما يضمن تقديم ترجمات صحيحة.

خرجت هذه الأدوات إلى النور مع بداية القرن الحادي والعشرين، واعتمدت على تقنية ذاكرة الترجمة. حيث يقوم البرنامج بتخزين المقاطع والمصطلحات، ليقترحها على المترجم فيما بعد.

ساهمت هذه الأدوات في توفير الوقت والجهد، وساعدت على الوصول إلى نص أكثر جودة. لكنها على الجانب الآخر، تجاهلت السياق العام للنصوص، وتطلبت مهارات تشغيل معقدة إلى حد ما.

تتنوع هذه البرامج بين أدوات مجانية وأخرى مدفوعة. ومن أمثلتها: 

  • Pootle
  • OmegaT
  •  Across
  • MateCat
  • MemoQ
  • Deja vu 
  • Star Transit.

2. الترجمة بالذكاء الاصطناعي

أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في جميع المجالات، ولم تكن الترجمة بعيدة عن هذا التطور، حيث ساعدت خوارزميات التعلم الآلي على توفير أدوات ترجمة أكثر دقة، وتعمل على تحسين نفسها باستمرار.

تعد أدوات الترجمة الآلية أحد المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي، ظهرت هذه التطبيقات مبكرًا، ومرت بتطورات عديدة حتى حدوث الطفرة الأخيرة التي أضافت لها العديد من الخصائص والمميزات.

تتعدد تطبيقات تكنولوجيا الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتتنوع بين برامج الترجمة المجانية والمدفوعة. ومن أبرزها:

Systran

تقدم شركة Systran مجموعة من أدوات ومنتجات الذكاء الاصطناعي. ويعد تطبيقها الخاص بالترجمة من أفضل البرامج في هذا المجال.

يدعم البرنامج أكثر من 130 لغة، ويقدم حلولًا خاصة بمجالات محددة، لكن واجهته قد تكون معقدة بالنسبة لبعض المستخدمين.

Deepel

تعد هذه الأداة من أبرز تطبيقات تكنولوجيا الترجمة، حيث تساعد برمجياتها الذكية على مراعاة السياق العام للنص خلال الترجمة. كما توفر ترجمة فورية للصور والمحتوى البصري.

يقدم البرنامج عدد من الإصدارات المجانية والمدفوعة. وتقتصر عيوبه على وجود عدد محدود من اللغات التي يمكن التعامل معها.

Trados Enterprise

تعود هذه المنصة إلى شركة RWS، وهي شركة عالمية رائدة في خدمات الترجمة، وسبق أن قدمت العديد من الأدوات والبرامج ذات الصلة.

تقدم المنصة إصدارات مختلفة مصممة لتلبية احتياجات محددة، وتوفر أداة ترجمة سريعة ودقيقة تساعد على إنجاز المشروعات الكبرى.

MachineTranslation.com

اتجاهات تكنولوجيا الترجمة

هي أداة تعتمد على قدرات GPT-4 في تقديم الترجمات، وتوفير تجربة خاصة للمستخدم. حيث تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحديد الجمهور المستهدف بدقة، وتحسين جودة الترجمة.

تدعم المنصة أكثر من 50 لغة مختلفة، وتتميز بقدرتها على تقديم نتائج دقيقة للغاية ومراعاة الخصوصية الثقافية للنصوص خلال الترجمة.

Alexa

يعد هذا البرنامج من أفضل تطبيقات تكنولوجيا الترجمة، فهو يعمل في مجال ترجمة المستندات المختلفة منذ عام 2002، ويبدي دقة عالية في ترجمة النصوص القانونية والمالية والتقنية.

يستطيع Alexa ترجمة ما يزيد عن 100 مستند في ثوانٍ معدودة، ويقدم ترجمة دقيقة لمحتوى الويب، بالإضافة إلى قدرته على تحديد العميل المستهدف بسهولة.

Taia

يوفر هذا البرنامج ترجمات دقيقة لـ 97 لغة، ويعتمد على الدمج بين الذكاء الاصطناعي والجهد البشري مما يعزز عملية الترجمة، ويقدم تجربة أفضل وأكثر جودة.

تتميز الأداة بسهولة الاستخدام، إلى جانب إمكانية تقديم دعم طويل الأجل للمشاريع التي تحتاج أكثر من ترجمة.

3. الترجمة المرتكزة على التكنولوجيا السحابية

تعتمد هذه الأدوات على توفير مركز لإدارة مشاريع الترجمة بسهولة. حيث تساهم المنصات القائمة على السحابة في تمكين المترجمين من الوصول إلى عملهم، والتعاون مع زملائهم بفعالية أكبر.

تتكامل هذه المنصات أيضًا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية، مما يعزز من عملية الترجمة، ويجعلها أكثر دقة وجودة. أضف إلى ذلك توفير الكثير من الوقت والمجهود المبذول.

4. استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية في الترجمة

معالجة اللغة الطبيعية NLP هو مصطلح يشير إلى تقنية تتيح للآلات تفسير وفهم اللغات البشرية. وتكمن أهميتها في القدرة على معالجة المستندات الكبيرة، وتشغيل برامج الدردشة الآلية.

يساعد دمج هذه التقنيات في أدوات الترجمة على تحسين جودة النتائج المقدمة من خلال تحليل بنية العبارات، بالإضافة إلى التعامل مع المصطلحات المتخصصة مثل الترجمة القانونية والطبية.

5. تقنية البلوك تشين Blockchain

هي تقنية تسمح بمشاركة المعلومات داخل شبكة أعمال، وتخزينها في كتل مرتبطة ببعضها البعض في سلسلة. تنشئ هذه الطريقة تناسقًا في طريقة العرض، ولا تتيح تعديل السلسلة أو حذفها دون توافق من الشبكة.

توفر هذه الآلية حلولًا لاعتماد أوراق المترجمين، وتساهم في تبسيط عمليات الدفع من خلال إنشاء سجل حسابات ثابت لتتبع المعاملات المالية مثل المدفوعات والحسابات، مما يجعلها ضمن أهم تطبيقات تكنولوجيا الترجمة.

لماذا يجب على المترجمين إتقان استخدام التكنولوجيا؟

لماذا يجب على المترجمين إتقان استخدام التكنولوجيا؟

تصنف تطبيقات تكنولوجيا الترجمة ضمن الأدوات الأساسية التي يجب على كل مترجم محترف إتقانها، وذلك لما توفره من مميزات عديدة يمكن توضيحها فيما يلي:

  • توفير الوقت والجهد المبذول في ترجمة النصوص المعقدة.
  • الحصول على ترجمات عالية الدقة، ومعالجة الأخطاء الناتجة عن ضغط العمل.
  • تقديم نتائج تراعي الخصوصية الثقافية والسياق العام للنصوص المستهدفة، وهو ما لا يتقنه العديد من المترجمين المبتدئين.
  • تمثل التكنولوجيا حلقة وصل بين المترجم والعميل.
  • تساعد التطبيقات التكنولوجية المترجمين على إيجاد العديد من الفرص والوظائف.

سلبيات تطبيقات تكنولوجيا الترجمة

بالرغم من الخدمات التي تقدمها أدوات الترجمة الحديثة للمترجمين البشريين، إلا أنها تحتوي على بعض العيوب التي يمكن أن تؤثر على سير العمل مثل:

  • تقديم نتائج غير دقيقة في كثير من الأحيان.
  • يؤدي إلى تفضيل بعض المترجمين للسرعة على حساب الجودة.
  • انتهاك الخصوصية. حيث يمكن لتطبيقات الترجمة الآلية تسريب البيانات الشخصية أو مشاركة المحتوى مع جهات ثالثة.
  • تجمع منصات الذكاء الاصطناعي بعض البيانات الشخصية بشكل تلقائي دون طلب إذن مسبق مثل نوع الجهاز، وأوقات الاستخدام، وعنوان IP.
  • تهديد عمل المترجمين من خلال اعتماد بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة على أدوات الترجمة الآلية في إنجاز أعمالها.
  • توقف المترجمين البشريين عن تطوير أدواتهم وتنمية مهاراتهم.

بالرغم من تطور تطبيقات تكنولوجيا الترجمة إلا أن الطريق ما زال طويلًا. فالأدوات والمنصات تتعرض للتحديث باستمرار، ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في انتشارها بصورة أكبر خلال السنوات القادمة.

احرص على الإلمام بكل ما هو جديد في عالم الترجمة من أجل تقديم خدمة تليق بعملائك، ولا تنسى المواظبة على القراءة والاطّلاع فهما أساس التفوق والتميز في هذه الوظيفة الممتعة.

Top