أهم ادوات الترجمة التقليدية والإلكترونية التي يمكنك من خلالها تقديم ترجمة احترافية

ادوات الترجمة

ظهرت أدوات الترجمة منذ أقدم العصور كاستجابة طبيعية للرغبة في الحفاظ على المعرفة ونقلها بين المجتمعات والثقافات المتباينة. ومع التطور العلمي المستمر، ازدادت أهميتها وتحولت إلى مجال واسع يسعى القائمون عليه إلى تزويده بمختلف الوسائل التي توفر بيئة عمل مريحة للمترجمين.

عاصرت هذه الأدوات جميع المراحل التاريخية التي مر بها علم الترجمة. وشهدت نقلة ملحوظة بالتزامن مع دخول عصر الحاسوب الذي فتح الباب أمام واقع مختلف، نحتاج إلى فهم تفاصيله، واستيعاب تطوراته. فما هي أهم أدوات الترجمة؟ وكيف يمكن استخدامها لتقديم نصوص دقيقة واحترافية؟

أولًا: أدوات الترجمة التقليدية

ظهرت هذه الأدوات مع ظهور علم الترجمة نفسه. ورغم التطور التكنولوجي الذي نعيشه، إلا أنها تظل من أبرز أدوات الترجمة التي لا غنى عنها. وتضم:

1. المعاجم والقواميس

استخدم البشر المعاجم والقواميس منذ فجر التاريخ. حيث برزت الحاجة مبكرًا إلى إعداد قوائم بمشتقات الكلمات، تسهل على المترجم عمله، وتتيح له اختيار أدق الألفاظ التي تتوافق مع السياق العام للنص.

تعددت القواميس، وتنوعت في طريقة ترتيبها. ومع اختراع الحاسوب ظهرت القواميس الإلكترونية التي أتيحت كتطبيقات على أجهزة الكمبيوتر، أو كخدمة عبر الإنترنت. وتميزت بالسرعة وسهولة التصفح.

2. الكتب والمراجع

يحتاج المترجمون إلى الإلمام بمعلومات مختلفة حول قواعد اللغة المصدر والمستهدفة، وأخرى تتعلق بطبيعة المجتمعات التي يتوجهون بالنصوص إليها، وقد يرغب بعضهم في مراجعة مناهج الترجمة الحديثة. وكل ذلك توفره مجموعة من الكتب والموسوعات ذات الصلة.

تظهر أهمية المراجع في عمل المترجم استنادًا إلى قاعدة أساسية تنص على استحالة تقديم ترجمة دقيقة دون الحصول على قدر واسع من المعرفة. فسياق النص، والعوامل الثقافية التي يجب أن يراعيها المترجمون تتطلب منهم المواظبة على القراءة والاطلاع.

3. المكنز اللغوي

هو كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص التي تستخدم لفحص القواعد اللغوية في مجال محدد، حيث يضم قائمة من المصطلحات المرتبة بشكل يساعد على إظهار المرادفات وتحديد العلاقات التكافؤية والهرمية.

تلعب المكانز دوراً هاماً في البحوث اللغوية، ويستخدمها المترجمون في تحليل العلاقة بين المفردات المختلفة، والوصول إلى المصطلحات المناسبة.

4. المسرد اللغوي

 أدوات الترجمة التقليدية

هو قائمة تضم مجموعة من الألفاظ المتقابلة في لغتين أو أكثر. ويرتب هجائيًا حسب حروف إحدى اللغتين، أو زمانيًا من خلال عرض الحوادث التي وقعت في مكان ما وفق وقت حدوثها.

المسارد أصغر حجمًا من القواميس والمعاجم. وتضم مصطلحات محددة تتعلق بتخصص معين، مما يجعلها أحد أهم أدوات الترجمة التقليدية.

ثانيًا: أدوات الترجمة الإلكترونية

هي أدوات تم تطويرها بهدف مساعدة المترجمين على تقديم نصوص أكثر جودة ودقة. ظهرت هذه الوسائل مع ظهور الحواسيب، وشهدت منذ ذلك الحين تحديثات مستمرة. نذكر منها ما يلي:

1. أدوات التحرير

تستخدم هذه الأدوات في تحرير النصوص وتنسيقها. وهي تشمل مجموعة من التطبيقات الشهيرة مثل Microsoft word و Google Document وغيرهما. تساهم تلك البرمجيات في اكتشاف الأخطاء الإملائية والنحوية، وتحديد حجم النص المراد ترجمته، بالإضافة إلى تحديد عدد الكلمات.

قد لا تتمتع هذه الأدوات بالدقة الكافية، حيث يظل التدخل البشري ضروري رغم كل شيء. وفي بعض الأحيان، يحتاج المترجم إلى الكتابة بصيغ أخرى مثل صيغة ماركدوان أو صيغة لاتيك. في هذه الحالة يمكنه الاستعانة بأدوات تحرير خاصة مثل محرر تايبورا Typora على سبيل المثال.

2. نظام إدارة الترجمة TMS

هو نظام برمجي يعمل على تسهيل عمل المترجمين وتنظيم مهامهم. يساعد هذا النظام على ترجمة المواقع الإلكترونية والوثائق المختلفة بصورة سريعة. ويتمتع بمرونة عالية تتيح للشركات والمؤسسات الكبرى التعامل مع مشروعات الترجمة المركبة.

تتعدد أنواع أنظمة إدارة الترجمة TMS، وتختلف في المميزات والوظائف. يمكن توضيح أبرز هذه الأنظمة فيما يلي:

  • نظام TMS الداخلي: يعمل هذا النظام على ترجمة البيانات والمعلومات التي تشكل البنية التحتية للمؤسسة.
  • نظام TMS المحلي: هو نظام ترجمة خاص بالمؤسسة. ومن أمثلته برنامج "هيرميس" الذي استخدمته منصة نتيفلكس لفترة محدودة.
  • نظام TMS السحابي : يعتمد هذا النظام على الإنترنت. وبالتالي يكون مناسب للشركات الكبرى التي ترغب في التوسع.

3. أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT  

أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT

بدأ المترجمون المحترفون في استخدام هذه البرامج مع بداية القرن الحادي والعشرين، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية وتوفير مجهود البحث عن ترجمة المفردات المعقدة. تشتمل أدوات الترجمة CAT على العديد من الوظائف، لكن عملها يرتكز بشكل رئيسي على تقنيتين أساسيتين، هما ذاكرة الترجمة وقاعدة المصطلحات.

تقوم أدوات الترجمة الحاسوبية بتقسيم النص الأصلي إلى مقاطع صغيرة، ثم تحفظ المقاطع المترجمة بجانب النصوص الأصلية في قاعدة البيانات. وأثناء عمل المترجم، يبحث البرنامج في ملفات الذاكرة على النصوص المشابهة، ويقترح الترجمة المناسبة التي تبلغ نسبة تطابقها في أغلب الأحيان بين 70 - 100%.

تختلف هذه التقنية عن قاعدة المصطلحات التي لا تبني نفسها بنفسها. إذ يتولى العنصر البشري عملية تخزين بعض المفردات القصيرة والترجمات المناسبة. وتقوم هذه القوائم فيما بعد بمساعدته على إتمام الترجمة إما من خلال البحث اليدوي، أو العرض التلقائي في نافذة البرنامج التي تقدم اقتراحات مختلفة أثناء العمل.

مزايا وعيوب أدوات الترجمة الحاسوبية CAT

بالرغم من المميزات الهائلة التي توفرها أدوات الترجمة الحاسوبية، إلا أنها تحتوي على بعض العيوب التي قد لا تجعلها خيارًا مناسبًا لبعض المترجمين المحترفين. في السطور القادمة سنتعرف بشكل أكبر على مدى مناسبة هذه البرامج للمهام والمشروعات المختلفة.

أولًا: مزايا أدوات الترجمة الحاسوبية CAT

  • توفير الوقت من خلال إتاحة اقتراحات مختلفة أثناء عمل المترجم.
  • التدقيق الإملائي، والوصول إلى نص أكثر جودة.
  • إنجاز المشروعات الكبرى والنصوص المعقدة بسهولة.
  • التعامل مع مختلف أنواع المستندات.
  • توفر برامج CAT باقات سعرية مختلفة تناسب جميع الفئات. 

ثانيًا: عيوب أدوات الترجمة الحاسوبية CAT

  • يجب أن يمتلك المترجم مهارات تشغيلها، وتعديلها بما يتناسب مع احتياجاته.
  • تتجاهل السياق العام للنص. ولا تفهم اللهجات العامية.
  • لا يمكن الاعتماد عليها في ترجمة النصوص الإبداعية ذات الحساسية الثقافية.

أهم برامج الترجمة الحاسوبية المجانية والمدفوعة

تتنوع أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT بين برامج مجانية وأخرى مدفوعة. كما تنقسم بين برمجيات يمكن تثبيتها على جهاز الكمبيوتر، وخدمات متوفرة عبر الإنترنت. ويمكن توضيح أهم هذه البرمجيات فيما يلي:

أولًا: أدوات الترجمة الحاسوبية المجانية

  •  برنامج OmegaT: هو أحد أشهر أدوات الترجمة الحاسوبية المجانية، ويمكن تشغيله على أنظمة ويندوز وماك ولينوكس. تنقسم واجهة البرنامج إلى 3 أجزاء رئيسية: قسم المصطلحات وقسم التحرير وقسم التطابقات الجزئية.
  • برنامج Pootle : هو برنامج مصمم لترجمة التطبيقات. وتعتمد مدة الترجمة فيه على جودة الاتصال بالإنترنت.
  • برنامج Across: يوفر هذا البرنامج أداة ترجمة متكاملة. وهو وسيلة مجانية مع وجود بعض الخصائص المدفوعة.
  • برنامج MateCat: هو أداة مجانية صممت خصيصاً للشركات المتوسطة وصغيرة الحجم.
  • برنامج SmartCaT: يعمل هذا البرنامج على ربط المترجمين بالمؤسسات العالمية، ويوفر أداة ترجمة مفتوحة المصدر.

ثانيًا: أدوات الترجمة الحاسوبية المدفوعة

أدوات الترجمة الحاسوبية المدفوعة

  • برنامج SDL Trados Studio: هو أحد أكبر برامج الترجمة الحاسوبية. ويوفر نسخ مختلفة بتراخيص سنوية أو دائمة.
  • برنامج MemoQ: يتميز هذا البرنامج بإمكانية استقبال أدوات ترجمة أخرى. ويتشابه مع ترادوس في بعض الوظائف والمميزات.
  • برنامج Wordfast: يمكن تشغيل هذا البرنامج عبر مايكروسوفت وورد، ويدعم تنسيقات مختلفة مثل جافا وإن ديزاين وترادوس وغيرها.
  • برنامج Deja vu: يوفر إدارة كاملة للمصطلحات وذاكرة الترجمة. ويتميز بواجهة سهلة الاستخدام.
  • برنامج Star Transit: يختلف ترانسيت عن باقي البرامج في توفير السياق الكامل للمستند بدلًا من استخدام نظام الذاكرة المعتمد على الجملة. لذلك لا يحظى بانتشار واسع بين المترجمين المحترفين.

ما الفرق بين برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب والترجمة الآلية؟

تقتصر مهمة أدوات الترجمة الحاسوبية على مساعدة المترجم من خلال تنظيم المهام وإتاحة الاقتراحات، أي أنها تدمج بين الخبرة الآلية والجهد البشري. في حين تقوم برامج الترجمة الآلية بتقديم الترجمات المناسبة بشكل تلقائي، حيث يكتفي المترجم بإدراج النص، وتحديد اللغة المصدر والهدف، لتقوم بعدها الآلة بعرض النتائج.

من أشهر أدوات الترجمة الآلية، تطبيق Google Translate و Bing Translator  وغيرهما. تعد هذه البرمجيات خيارًا مناسبًا للمترجمين الذين يعانون من ضيق الوقت، ويرغبون في إنجاز كم كبير من الأعمال. ورغم فعاليتها، إلا أنها تتطلب تدخلًا بشريًا في كثير من الأحيان، إذ لا تقدم الآلة نتائج دقيقة في بعض عمليات الترجمة المركبة.

ختاماً، تذكر أن علم الترجمة يتطور باستمرار، وتخضع أدواته المختلفة للتحديث بشكل دائم. لتتمكن من مساعدة المترجمين من القيام بعملهم بسهولة أكبر وخلال فترات زمنية أقل.

Top